Monday, November 12, 2007

التوكل

حقيقة لم اكن اشعر بمعنى التوكل على الله وما الفرق بين التوكل والتواكل وكيف ان التوكل على الله لا يتعارض مع الاخذ بالاسباب ختى سمعت مثلا يضرب للتوكل

قال احدهم:
مر رجل مع ولده على دكان للحلوى فطلب الصبي من ابيه ان يحضر له الحلوى
فطلب الاب من الصبي ان يعد من واحد حتى عشرة حتى يتمكن من الحصول على الحلوى
وبالفعل قام الصبي بالعد ولما انتهى اعطى البائع للصبي الحلوى
وانصرفا
وفي اليوم التالي ذهب الصبي وحده الى دكان الحلوى قام بالعد من واحد الى عشرة
فنظر اليه البائع ولم يفعل شيئا
فكررها الصبي
فسأله البائع ماذا تريد
قال الصبي: بالامس عددت من واحد الى عشرة فاعطيتني حلوى وانا الان اريد حلوى وقمت بالعد من واحد الى عشرة
فضحك البائع وقال: انا لم اعطيك الحلوى بسبب العد وانما لأن اباك اعطاني ثمن الحلوى

ولله المثل الاعلى

خلق الله تعالى الاسباب لنعمر بها الارض وطلب منا التوكل عليه اعترافا بانه خالق الاسباب ومفعلها
الاسباب دون التوكل ربما تعمر الارض حقا لكنها لا تحرز رضا الرب
هل نسيت اننا ما نعمر الارض الا طاعة لامر ربنا

واظن والله اعلم ان قول المصطفى انما الاعمال بالنيات انما هو نابع من هذا المعنى
فالعمل الصالح بالتأكيد يحرز نتيجة صحيحة بمقاييس الاسباب ولكن هل ياتي عليه يوم القيامه فيصبح هباء منثورا
هنا تأتي النية والتوكل

ولهذا فمعرفة الاسباب وهداية المولي تبارك وتعالى ايانا لها يكون دافعا ودليلا على وجوب التوكل على الله

درس مستفاد

التدوين وتطوير البرمجيات صعب جدا ان يجتمعا على كيبورد واحد

Sunday, November 04, 2007

فهم في رباط الى يوم القيامة

مقال هام جدا لفهمي هويدي

المصدر : http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=437835


لأن مصر في خطر دائم ....................................... فهمي هويدي
فهمي هويدي

ليس مفهوماً أن يسود مصر القدر الذي نشهده من الاسترخاء والانكفاء، في حين أن البلد في خطر داهم ودائم.
(1)
الدهشة من عندي، والتذكير بالخطر الدائم المحيط بمصر قال به اثنان من أهم الباحثين الاستراتيجيين في تاريخ مصر الحديث، هما الدكتور حامد ربيع أستاذ العلوم السياسية والدكتور جمال حمدان أستاذ الجغرافيا السياسية. وكل منهما علم ومدرسة في مجاله. الاثنان تحدثا عن أن مصر تدفع ضريبة موقعها الاستراتيجي الحاكم. فالدكتور حامد ربيع في كتابه “نظرية الأمن القومي العربي” ذكرنا بمصر التي كانت قلب العالم القديم، ونقطة الالتقاء بين القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا. الأمر الذي حولها الى دولة معبر ودولة التقاء، ازدادت اهميتها بعد شق قناة السويس بحيث اضحت محور نظام الاتصال العالمي. وهو ما برز خلال الحربين العالميتين، خصوصا الحرب الثانية، فاستوعبته بريطانيا التي جعلت احد وزرائها يقيم في القاهرة، ولم تدرك المانيا تلك الحقيقة، فكانت هزيمتها في العلمين احد المتغيرات الأساسية في قلب موازين القتال. ورغم التحولات التي طرأت لاحقاً على الاستراتيجيات العالمية، إلا أن قناة السويس ظلت تتحكم في توازنات القوى العسكرية وخريطة التعامل مع القوى العظمى في العالم، بحكم دورها الضروري والحاسم في الربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وهي الخلفية التي تفسر لنا لماذا مصر دائماً في خطر، ذلك أن الأهمية تخلق الاهتمام. والاهتمام ليس إلا نقطة بداية لما لا حصر له من مساعي الاحتواء والاخضاع من جانب القوى العالمية ذات المصالح والأطماع في المنطقة. ولمقاومة هذه المساعي فليس أمام مصر خيار من الناحية الاستراتيجية. إذ إن قدرها يفرض عليها أن تظل مستنفرة ومفتوحة الأعين على ما يدور حولها دائما، وقابضة على أسباب العافية والمنعة في كل حين.
الدكتور جمال حمدان تحدث عما اسماه “جناية الموقع” (شخصية مصر- جزء 2)، فقال ان الموقع جنى علينا وأغرى بنا الاستعمار والأطماع الامبريالية. وقد اعتبر نابليون أن مصر هي أهم موقع استراتيجي في العالم أجمع، حتى قيل من بعده “قل لي من يسيطر على مصر، أقل لك من يسيطر على العالم”. وذهب آخرون إلى أن بلدا بمثل الاهمية التي تتمتع بها مصر، لا ينبغي أن تُترك لنفسها، وأن تظل مستقلة من الناحية السياسية. وبسبب أهمية الموقع هذا، فإنها ظلت على مدار تاريخها مطمعاً للآخرين، حتى يقدر بعض الباحثين أن 40 أمة غزتها وسيطرت عليها. إذ خلال تاريخها الطويل فإنها عاشت مستقلة 3300 سنة، مقابل 2000 سنة من الاحتلال والتبعية للآخرين.
(2)
رغم أهمية الموقع، إلا أن مصر يحيط بها فراغ “قاتل” كما يذكر الدكتور ربيع- إذ هي محاطة بالبحر من الشمال، والصحراء في الشرق. والاخطار التي هددتها تاريخياً جاءت من هذين الموضعين. من البحر القابع في الشمال جاء الاسكندر الاكبر وقيصر روما ونابليون، ومن الصحراء القابعة في الشرق جاء الهكسوس الذين حكموا مصر طيلة خمسة قرون. وهناك زرعت “اسرائيل” لتظل خطراً دائما يهددها. وبسبب الفراغ المحيط بها فقد كتب عليها أن تواجه الأخطار المحيطة بها وهي معتمدة على نفسها ووحيدة “مسيطرة بكبرياء، أو مسحوقة تابعة بصبر، ولكن دائماً وحيدة”.
ما يثير الانتباه والدهشة أن مفهوم الأمن القومي لمصر كانت معالمه واضحة في مختلف مراحل التاريخ، حتى في المرحلة الفرعونية. وعند الدكتور حامد ربيع فإنه رغم أن دولة مصر الفرعونية لم تكن منفتحة ولا تسعى لأي سيطرة إقليمية، وكانت مصر آنذاك إفريقية باكثر منها آسيوية، فإن قياداتها الواعية فهمت أن الدفاع عن حدودها الشرقية لا يجوز ان يتمركز حول حدودها الطبيعية (في سيناء)، وإنما يجب أن يبدأ من شمال سوريا، وعلى وجه التحديد من منطقة الأناضول. وحروب تحتمس ورمسيس تشهد بذلك، حيث عبرت عن إدراك حقيقة أن مصر لا تحتمل ولايسمح بوجود قوة معادية على حدودها الشرقية. بل إن صفحات التاريخ القديم تشير إلى أن كل فرعون حكم مصر، سعى إلى تأمين البلاد من خلال حملة قادها إلى سوريا، أو غزوة قصدت ليبيا، أو زحف استهدف اخضاع النوبة. وهي الحملات التي اعتبرها الدكتور حمدان “ضريبة الموقع وثمن الحماية”.
هذا المنظور الدفاعي ظل قائما طول الوقت في التاريخ المصري حتى عصر محمد علي باشا. إذ تحركت القوة المصرية في دائرتين، دائرة شملت الشام عموما وفلسطين خصوصاً، وغرب الجزيرة العربية في الحجاز واليمن، ثم إقليم برقة في المغرب والنوبة في الجنوب. وهذه الدائرة كانت مسرحاً للحروب المصرية. وأكثر ما يصدق ذلك على الشام، الذي ارتبطت مصائره بمصائر مصر على طول العصور الوسطى خاصة، حتى يمكن القول إن مصر والشام كانا بلدا واحدا في معظم الاحيان.
الدائرة الثانية أوسع وأرحب، حيث وصلت جيوش مصر في الشمال إلى تخوم الفرات وارمينيا وحواف الأناضول، وتمددت أحياناً إلى شمال العراق (الجزيرة) كما اخترقت قلب الأناضول منه. وفي الشرق وصلت إلى نجد، ولكنها شملت الجزيرة العربية كلها. وفي الجنوب ارتبطت بشمال السودان أساساً، ولكنها تعدته فترة إلى مشارف خط الاستواء والصومال. كما تعدت برقة إلى طرابلس في الغرب بعض الأحيان. أما في البحر فقد تمددت لتشمل قبرص احيانا (في مرحلة المماليك- وكريت حينا آخر (محمد علي باشا).
في كل مراحل التاريخ كانت العلاقة بين مصر والشام علاقة عضوية، بحيث يمكن القول إن الساحل الممتد من الاسكندرونة حتى الاسكندرية هو قطاع استراتيجي واحد. وكما يقول الدكتور حمدان فإن من وضع قدمه على أي طرف أو نقطة فيها وصل إلى الطرف الآخر تلقائياً. معنى ذلك يذكر الدكتور ربيع- ان من يسيطر على الشام يهدد مصر، ومن يتحكم في مصر يهدد الشام. هذه المعادلة فهمها عمرو بن العاص جيدا، وعبر عن قناعته بها للخليفة عمر بن الخطاب، حين أخبره بأن الدولة الإسلامية الناشئة إما أن تفتح مصر وإما أن تنسحب من الشام. ونابليون انسحب من مصر عندما فشل في فتح عكا، والسياسة البريطانية حين أرادت أن تتحكم في مصر، جعلت تبعية فلسطين أو الجزء الجنوبي من الشام قاعدة لتحركها في المنطقة. بسبب من ذلك اتفق العالمان الكبيران مع غيرهما من الباحثين الاستراتيجيين على ان خط الدفاع الأول عن مصر هو شمال الشام (جبال طوروس)، وخط الدفاع الثاني يقع في الجزء الجنوبي، يتمركز حول المنطقة التي عرفت باسم أرض فلسطين. أما خط الدفاع في سيناء فهو في الواقع خط الدفاع الأخير، وهو اليوم يتمركز حول قناة السويس.
(3)
إزاء تلك الأهمية الاستراتيجية لم يكن غريباً أن تتركز جهود قوى الهيمنة على إضعاف مصر وتحجيمها واختراقها ما وسعت إلى ذلك سبيلا. وهو ما يفسر لنا إصرار الدول الغربية على ضرب مشروع محمد علي باشا في القرن التاسع عشر ومشروع جمال عبد الناصر في القرن العشرين. وهو ما يفسر لنا أيضاً أن مصر كانت أول دولة زحف عليها الاستعمار في إفريقيا، وأول دولة جرى استدراجها للصلح مع “اسرائيل”، واخراجها من دائرة الصراع العربي- “الاسرائيلي”، تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.
لقد قال لي ذات مرة الخبير الاستراتيجي الفلسطيني منير شفيق إن البعض يتحدثون عن التضحيات التي قدمتها مصر لفلسطين، لكن الحقيقة أن فلسطين هي التي صلبت من أجل ضرب مصر. لأن فلسطين لم يكن فيها ما يغري بإقامة وطن لليهود، مع ذلك فقد وقع الاختيار عليها من بين عدة بدائل أخرى في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، لا لشيء الا لكي تصبح منصة غربية في مواجهة مصر، وحاجزا يحول دون تواصلها مع الشام. الأمر الذي يعني أنها كانت حجراً ضرب عصفورين في وقت واحد، أحدهما تهديد مصر وتكبيلها، وثانيهما تحقيق رغبة الحركة الصهيونية في إقامة وطن لليهود. أضاف صاحبنا ان كل ما يقال الآن عن ارض الميعاد وهيكل سليمان هو كلام قيل في وقت لاحق لتغطية العملية، علماً بأن آباء المشروع الصهيوني كانوا ملحدين ولا يؤمنون بمثل هذا الكلام.
ما أثار انتباهي أنني سمعت نفس الحجة في السودان، من الدكتور حسن مكي مدير مركز الدراسات الإفريقية، الذي قال لي إن حرب الجنوب التي انهكت السودان وعوقت حركته هي حرب مصرية بالأساس. والدور “الاسرائيلي” الذي لم يعد سراً في إذكاء تلك الحرب وتأجيج نارها، والمساندة الأمريكية الكبيرة لحركة الانفصال، لم يكن له من هدف سوى ازعاج مصر وإضعاف عمقها الاستراتيجي. من هذه الزاوية فإن السودان، كما فلسطين، من ضحايا جهود القوى الكبرى لحصار مصر وتطويقها، بما يحول دون قيامها بدورها التاريخي الفاعل.
إذا جاز لنا بعد ذلك أن ندير البصر من حولنا، فسنجد أن ثمة متغيرات مثيرة للغاية في الصناعات العسكرية، طورت من الأسلحة بحيث الغت المسافات، وقلبت معايير المجال الحيوي والأمن القومي، بما يستدعي النظر في كافة المحددات التي نعرفها بهذا الخصوص أو ذاك. لكننا أيضاً سنجد أن مصر المكانة لم تعد تقلق العدو ولا تسر الصديق، وأن مصر المكان هي الآن موضع البحث واللغط والمساومة، وأن أحد شواغل المخططين الغربيين ليس فاعلية الدور المصري وتأثيره في العالم العربي، ولكنه أصبح يتركز في كيفية استثمار غياب مصر أو ما تبقى لها من رصيد في تنفيذ وتمرير المخططات الغربية للمنطقة.
(4)
لا أعرف ما الذي يمكن أن يقوله العالمان ربيع وحمدان إذا قدر لهما الاطلال على المحيط الاستراتيجي لمصر الراهنة. حين يرون الذي جرى لشمال الشام من استباحة وتقسيم وتفتيت أصاب العراق وطرق أبواب لبنان، وما حدث من تحولات شقت الصف الفلسطيني بحيث اصطفت بعض القيادات في المربع “الاسرائيلي” وتوافقت معهم على تصفية إخوانهم في غزة. وكيف انقلب الحال في الأمة العربية بحيث أصبح العرب هم الذين يلاحقون “اسرائيل” بمبادرة السلام، و”الاسرائيليون” هم الذين يتمنعون ويسوفون. وكيف بسطت واشنطن سلطانها على العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، بسياساتها التي اصبحت تحرك مساراته وقواعدها العسكرية المبثوثة في أرجائه. وماذا سيقولان عن العبث الامريكي في المنطقة الذي يحاول أن يقنع بعض العرب “المعتدلين” للتحالف مع “اسرائيل” في مواجهة إيران. وكيف سيريان تأثر أمن مصر المائي بانفصال جنوب السودان الذي يلوح في الأفق، وأمنها القومي بالتوتر الحاصل مع بدو سيناء- خط الدفاع الأخير عن مصر وباللغط المثار حول وضع النوبيين في جنوب البلاد.
إن مصر لا تستطيع أن ترى هذه الأحداث تتفاعل وتتلاطم حولها ثم تدير ظهرها لها وتلتزم الصمت، خصوصا أن “اسرائيل” المدججة بالسلاح النووي على حدودها تسعى لتحديث جيشها بأكثر الأسلحة تقدماً واشدها فتكاً، متأهبة بذلك لقيادة المنطقة والدفاع عن أمنها القومي الذي تدعي انه يمتد من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط. وهو ما يدعونا إلى الالحاح على دق أجراس الإنذار والتنبيه طول الوقت لكي يستيقظ الغافلون ويفيق الذاهلون قبل فوات الأوان، لأن كلا من الانزواء أو الانكفاء يعد ترفاً لا نملكه، ناهيك عن أنه يفتح الباب واسعاً لتهديد الأمن القومي لمصر.