ارزاق

خلق الله تعالى الارض وقدر فيها اقواتها بما يكفي ساكنيها ولكن لم يعط كلا قدر حاجته وانما اعطى البعض اكثر مما يحتاج واعطى اخرين اقل منحاجته ليختبر بعضهم ببعض وليفتتن بعضهم ببعض

وفرض على من اوتي فضل قوت ان يبحث عمن يحتاج او قل يبحث عن صاحب هذا الفضل من القوت فيرده اليه ومدح من قدر عليه رزقه فصبر ولم يسأل الناس الحافا

ولذلك كان من رزق قوت يومه دون زيادة او نقصان قد حاز الدنيا بحذافيرها

فلما اوتيت الانفس الشح فلم تكبحه وزين لها حب القناطير المقنطرة من الذهب والفضه فلهثت ورائها, رسبت في الاختبار وكان عقابها ان حمي على ما كنزت وكوت به جباههم وظهورهم وعيروا بها ايضا

كان من الصحابه من هم اصحاب مال كثير وتجاره رائجة ولكن لم تلههم تجارتهم عن ذكر الله واقام الصلاة, حتى ان الفقراء ذهبوا الى رسول الله يشكون له "ذهب اهل الدثور بالاجور"
اي ان اصحاب المال اخذوا كل الحسنات

ارى حولي عددا ليس بالقليل ممن يظهر عليهم سمت الصلاح او يقتدون بالسلف في المظر ويبدوا عليهم ايضا سمت الثراء ولكن عدد الفقراء يوحي انهم لم يقتدوا بالسلف بالقدر الكافي حتى يقال عنهم انهم ذهبوا بالاجور كما فعل اسلافهم